قطعت كرستينا قول كل خطيب . .

المفروض إن مبنى الأمم المتحدة أرض محايدة حسب ميثاق الأمم المتحدة ولا تملك أمريكا قرار منع أي كان من الوصول إليها والتحدث على منبرها بكل حرية وبما يسمح به نظامها الداخلي، لقد إضطرت الإدارة الأمريكية على مخالفة الأعراف الدبلوماسية والتدخل لقطع ترجمة كلمة رئيسة الأرجنتين كرستينا فيرنانديز وبثها المباشر من خلال قنوات الإعلام الأمريكية والقنوات التي تدور في فلكها حتى لا يصل صوتها إلى العالم بأسره لأنها وبكل شجاعة نطقت بالحق وعلى منبر الأمم المتحدة وأدانت السياسة العدوانية والغطرسة الأمريكية في كل مكان في العالم، وقالت بلغة قوية وبدون أن ترهبها أمريكا وطائراتها وصواريخها “كنتم تدعمون المعارضة الذين قلتم لنا انهم ثوار واليوم نجتمع في هذا المجلس لمحاربة هؤلاء الثوار بعد ان تبين انهم ارهابيون، واصدرتم قرارا بمحاربة تنظيم “القاعدة” بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر، واستبحتم بلاد وقتلتم مئات الآلاف من ابنائها تحت هذه الذريعة في العراق وافغانستان وما زالت هاتان الدولتان تعانيان من الارهاب بالدرجة الاولى”. وإستمرت في خطابها منتصرة للشعب الفلسطيني في غزة قائلة “غضضتم النظر عن فداحة الكارثة التي ارتكبتها اسرائيل وموت العديد من الضحايا الفلسطينيين وركزتم كل اهتمامكم بالصواريخ التي سقطت عليها والتي لم تؤثر او تحدث اي خسائر في اسرائيل”، واضافت“ رحبتم بالربيع العربي وعمتموه في تونس ومصر وليبيا وغيرهها واوصلتم المتشدد للحكم في هذه البلدان بقراراتكم ومباركتكم ومازالت شعوب تلك الدول تعاني من وصول المتشددين الى الحكم والعبث بحريات المواطنين، واليوم نجتمع هنا لاصدار قرار دولي حول تجريم “الدولة الاسلامية” ومحاربتها وهذه الدولة مدعومة من دول انتم تعرفونها اكثر من غيركم ، وهي حليفة لدول كبرى اعضاء في مجلس الامن”.
شعب الأرجنتين الذي أنجب الثائر العالمي إرنست تشي غيفارا لم يتوقف عن إنجاب ثوار ينتصرون للحق مثل الثائرة الحسناء كرستينا فرنانديز .
شكراً لك يا سيدتي الثائرة لقد قلت بشجاعة الأنثى ما عجز عنه الرجال، وإن لجأت أمريكا الى اساليب الارهاب الفني والتقني لحجب الحقائق عن من ينتظرون سماعها فإن كلمتك إخترقت الأثير أسرع من كلمات ونفاق الأخرين والتي لم يسمعها حتى الجالسون أمامهم في نفس القاعة .