بعد عجز "الطفل الصغير" في الرد على أردوغان.. الإمارات والسعودية والبحرين تحاول تبييض وجه النظام في الأمم المتحدة

لا تزال السقطات والمواقف الغريبة مستمرة للنظام المصري بقيادة عبد الفتاح السيسي، وكان آخرها ما حدث في الأمم المتحدة من تصريحات غريبة ومثيرة.

ولم يكتفي الجانب المصري بالتصريحات الغريبة فقط، بل جاءت كلمة الرئيس التركي رحب طيب أردوغان بمثابة الماء الثالج الذي سقط على الوفد المصري، بعد أن هاجم أردوغان الوفد المصري والانقلاب الذي حدث في الثلاثون من يونيو.

ليتحول الوفد المصري إلى طفل صغير كما قال السيسي " أنا وصغير بيضربوني ولما هكبر هضربهم" ليتحول ذلك التصريح إلى مزحة بين النشطاء عبر وسائل التواصل الإجتماعي.

لم ينتهي الأمر عند ذلك الحد بل قامت الإمارات والبحرين والسعودية، بالدور المتبقي للحرب، لمهاجمة أردوغان لتُبيض وجه السيسي في محاولة منهم لإضفاء الشرعية على النظام الإنقلابي..كما وصفه أردوغان.

الإمارات أكبر الداعمين لمصر اقتصاديًا وسياسيًا، كانت واجهة الدبلوماسية المصرية في حربها لإثبات شرعية 30 يونيو، ففي كلمته بالأمم المتحدة.. قال وزير الخارجية الإماراتي، الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، إن التشكيك في إرادة الشعب المصري أمر مرفوض، علي حد زعمه.

وأضاف أنه من حق شعب مصر اختيار من يمثله، معتبرًا التشكيك في إرادة المصريين تدخلًا في شئون مصر والدول العربية، مشيرًا إلى أن استقرار مصر هو استقرار للمنطقة.

وتابع، قائلا" الحكومة المصرية مُنتخبة وشرعية" علي حد وصفه، مؤكدًا: "نتطلع إلى مصر في نهجها السليم رغم كافة الصعوبات".

ثم جاء بعد ذلك وزير الخارجية البحريني، الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، ليؤكد على ترحيب البحرين بالتطور الديمقراطي الذي شهدته مصر، وتنفيذها لخارطة المستقبل بإصدار دستور يعكس إرادة الشعب المصري، علي حد زعمه، والانتهاء من الانتخابات الرئاسية، والإعداد لإجراء الانتخابات النيابية، بما يؤدي لاستكمال المؤسسات الدستورية للدولة.

وحذر من أي تدخل في شؤون مصر الداخلية، كما أعرب عن تأييده للجهود التي يبذلها السيسي، ومساندة إجراءاته في محاربة الإرهاب، والحفاظ على أمنها واستقرارها، ومواصلة دورها الاستراتيجي الفاعل في الأطر العربية والإقليمية والدولية.

والمراقب لكواليس الدورة الـ69 للأمم المتحدة يبرر سبب غضب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في كلمته التي ألقاها وأثارت غضب سعودي إماراتي بحريني مصري، ولكنها على الرغم من جرأتها لم تنل النظام المصري أكثر مما نالت من السيسي نفسه.

وكان "أردوغان ، قال في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، مُتحدثًا عن الأوضاع في مصر: "في الوقت الذي تم فيه الانقلاب على الرئيس المنتخب محمد مرسي من قبل الشعب، وقتل الآلاف ممن خرجوا يسألون عن مصير أصواتهم، اكتفت الأمم المتحدة والدول الديمقراطية بمجرد المشاهدة، وأضفوا شرعية على ذلك الانقلاب".

وانتقد سماح الأمم المتحدة للسيسي - دون أن يذكره بالاسم - بإلقاء كلمة من على منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة، وتساءل أردوغان خلال كلمة ألقاها في المنتدى الاقتصادي العالمي المنعقد في إسطنبول .. هل الأمم المتحدة "مكاناً مناسباً لكي يُلقي فيه الانقلابيون خطاباتهم".

وأضاف الرئيس التركي، قائلاً: "رئيس حصل على 52% من أصوات شعبه يقوم أحد وزرائه بالانقلاب عليه، ثم يمنح الشرعية من قبل دول ديمقراطية، شخص يقتل من شعبه في يوم واحد أكثر من خمسة آلاف مواطن ثم يمنح الفرصة ليصعد منصة الأمم المتحدة".

وأكد أنه لا يمكن أن يكون في نفس الصورة مع هؤلاء - في إشارة للسيسي- وهو ما دفعه لمقاطعة الجلسة التي تحدث فيها الرئيس المصري، لأنه لن يستطيع شرح الأمر للشعب التركي.

وعلى الرغم من رد الخارجية المصري على كلمة "أردوغان" إلا أن الإمارات تصدرت المشهد مع الدولة التركية، حيث أعربت وزارة الخارجية الإماراتية، في بيان لها، عن استنكارها لما جاء على لسان "أردوغان" فيما يخص مصر، في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، ووصفت الخطاب بأنه غير مسؤول ويمثل تدخلاً سافراً في الشؤون الداخلية لمصر.

وقال بيان وزارة الخارجية الإماراتية: "فوجئنا بما جاء على لسان أردوغان فيما يخص مصر واستغلاله منصة الأمم المتحدة للتهجم المرفوض على الشرعية المصرية".